الأمراض المُعدية
الحبوب التي تظهر على الجلد فور دخول ابنك المدرسة يتعرَّض للعدوى من زملائه ، وهذه العدوى تشمل كل الأمراض المعدية ، هذا إذا لم يلتقطها أثناء اللعب ، أو في المنزل من أخ أكبر ، فإن معظم هذه الأمراض يرافقها ظهور حبوب على الجلد .
الحمَّاق أو جدري الماء :
بعد 14 يوماً من إصابة طفلك بالعدوى ترتفع حرارته بصورة مفاجئة ، وتظهر حالاً حبوب صغيرة شبيهة بنقاط الماء تحت الجلد وعلى الرأس ، فهذه إصابة بسيطة ، لكن يتوجب الانتباه إلى عدم حكِّ هذه الحبوب ، وإذا لم تستطيعي منع طفلك من الحكِّ فطهِّري الحبوب باستمرار بأحد المطهِّرات التي ينصحك بها الصيدلي .
والحالة الوحيدة التي تشكّل خطراً هي إصابة الولد بالحمَّاق أثناء استعماله مادة الكورتيزون لعلاج أحد الأمراض الأخرى ، وإذا لاحظت أن هناك وباء وكان طفلك يتناول الكورتيزون فبلِّغي الطبيب على الفور وهو يعمد إلى اتخاذ إجراءات واقية .
الحصبة :
تظهر العوارض بعد عشرة أيام تقريباً من الإصابة بالعدوى ، وترتفع الحرارة تدريجاً ، وتحمرُّ العينان ، ويبدأ الطفل يسعل ويسيل أنفه ، بعد ثلاثة أو أربعة أيام من هذه العوارض التي تدلُّ على الإصابة بالزكام أو الكريب تظهر الحبوب خلف الأذنين في البداية ، ثم تنتشر على كل الجسم .
هذا المرض بسيط إجمالاً ، لكنه يشكِّل خطورة إذا رافقته إصابة في الرئة ، خصوصاً عند الأطفال الرضَّع ، والحبوب في هذه الحالة كناية عن بقع حمراء ولا يلزمها أي علاج موضعي .
الحميراء :
الحبوب في هذه الحالة تشبه كثيراً البقع الحمراء التي تحدَّثنا عنها سابقاً ، لكنها تظهر فجأة على كافة أنحاء الجسم ومن دون إشارات تسبقها ، وارتفاع الحرارة هنا مختلف بين طفل وآخر ، لكنه لا يدوم طويلاً ، وهذه الإصابة طفيفة عند الأطفال مثل سابقاتها ، لكنها تشكِّل خطراً إذا أصابت امرأة حامل ، لأنها تشكِّل خطراً على حياة الجنين .
التهاب الحنجرة :
التهاب الحنجرة واللَّوزتين يحصل بعد تعرُّضهما لجراثيم دخلت الجسم عن طريق التنفس ، واللوزتان تشكِّلان خط الدفاع الأول للجسم ، وذلك باستيعابهما الجراثيم التي تمرُّ عن طريق الفم .
وعوارض التهاب الحنجرة واللوزتين هي التالية :
1 - حرارة مرتفعة ( أعلى من 39 درجة ) .
2 - ألم في الحنجرة .
3 - صعوبة في الابتلاع .
فإذا فتحتِ فم الطفل ونظرت في عمقه ، يمكن ملاحظة حنجرة حمراء ، واللوزتين منتفختين ومنقطتين بنقاط بيضاء ، ففي هذه الحالة تكون استشارة الطبيب ضرورية ، وبعد إجراء الفحص الطبي والتأكُّد من أنَّ الجراثيم لم تتجاوز الحنجرة وتسبِّب التهاباً في مكان آخر ، وسيصف الطبيب المضادات الحيوية اللازمة ، وأدوية أخرى مسكِّنة للألم ومخفضة للحرارة ، ومزيلة للعوارض المرافقة .
التهاب الرئة :
بعد الإصابة بهذا النوع من الالتهاب ترتفع الحرارة كثيراً ، وتتجاوز الأربعين في بعض الأحيان ، ويشعر الطفل بألم في بطنه ويسعل بقوة ، يصعب عليك سيِّدتي أن تشخِّصي هذه الإصابة ، لأن الطبيب يقوم بفحص دقيق لمجرى الهواء ، ويطلب في بعض الأحيان إجراء صورة شعاعية للتأكد من الإصابة .
إن علاج التهاب الرئة يختلف باختلاف نوع الجراثيم المسبِّبة ، ممَّا يجعله صعباً إلى حدٍّ ما ، واستشارة الطبيب ضرورية فيما إذا راودكِ شك بأن طفلك مصاب بالتهاب الرئة ، أو إذا لاحظت لديه معظم العوارض التي سبق وذكرناها ، وإيَّاك سيِّدتي أن تستعملي أدوية دون أن يصفها الطبيب ، حتى ولو كانت هذه الأدوية قد شفت شقيقه الأكبر قبل ذلك .
الجراثيم المسبِّبة متنوعة ولكل منها دواء خاص ، أمَّا استعمال الأدوية اعتباطياً فيُزعج تشخيص المرض ، وقد يخفي عوارض مهمة بالنسبة إلى الطبيب .
الصفيرة :
في عمر الدراسة عندما يشعر الولد بالتعب المستمر من دون سبب ، وبألم في رأسه ، وبارتفاع بسيط في الحرارة ( 5 ، 38 ) ، وسيلان في الأنف ، قد يكون على شفير الإصابة بالصفيرة ، فهذه العوارض تعلن بداية هذا المرض .
انظري جيداً في عيني طفلك تحت إضاءة جيِّدة ، فإن كان بياضهما تحوَّل إلى صفار ، وإن كان لون بوله أصبح قاتماً فذلك يدلُّ على إصابة طفلك بالصفيرة ، لكن التأكيد النهائي يبقى مقتصراً على الطبيب الذي يفحص المريض جيداً ، وقد يلجأ إلى بعض الفحوصات المخبرية لتأكيد نظريته .